تمكنت القوات الإسبانية، اليوم الجمعة، من إحباط محاولة تسلل جماعية لعشرات المهاجرين السريين المنحدرين من المغرب وبعض من الدول الإفريقية ، وذلك عبر حدود مدينة المليلية الإسبانية، وتعد هذه ثالث محاولة تُنفذ في المنطقة خلال الأيام الثلاث الأخيرة.
وحسب وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، فإنه على عكس هجوم يوم الأربعاء وهجوم يوم الخميس، فإن الهجوم الذي نفذه المهاجرون صباح اليوم لتجاوز الأسلاك الشائكة لمعبر مليلية الحدودي، لم يُكلل بالنجاح، ولم يتمكن أي مهاجر من الوصول إلى حدود مدينة مليلية بعد إتخاذ كامل التدابير الأمنية من طرف قوات الأمن الإسبانية .
وأضاف المصدر ذاته، أن حكومة مليلية الإسبانية، عبرت عن إستيائها من السلطات المغربية التي ساعدت وسهلت التسلل الجماعي للمهاجرين المغاربة والأفارقة خصوصا لهذا اليوم ، وكانت الأبحاث الأمنية قد أثبتت مساعدتها لحوالي 900 مهاجرا من دخول المدينتين يومي الأربعاء والخميس حيث شن الآلاف من المهاجرين المغاربة الفارين من الوضع المزري لبلدهم المغرب هجمات جماعية عنيفة على الحدود .
وخلال الهجوم أصيب عدد من عناصر من الحرس المدني الإسباني، خلال الأيام الثلاث الأخيرة، بعد تصديهم لتدفقات المهاجرين على الحدود، إذ أن المهاجرين هاته المرة إستعملوا أساليب عنيفة تتجلى في رشق العناصر الأمنية بالحجارة والدخول معهم في مواجهات بالأسلحة البيضاء.
وقد تجلى خلال هاته الأحداث التقصير الكبير من العناصر الأمنية المغربية وعدم بذلها مجهودات لتصدي للمهاجرين بل وحسب التحقيق الأمني المعمق الذي أثبت تورطهم بتسهيل عمليه العبور للمهاجرين الفارين من المغرب.
وكان حزب “فوكس” الإسباني قد عبر عن إستائه الكبير وإتهم صراحةََ المغرب بتنظيم هجوم المهاجرين على بلدهم وبرر الفعل المشين بأنه من أجل “إبتزاز إسبانيا” في قضايا سياسية والضغط عليها خصوصا قضية آخر مستعمرة إفريقية، لتحييد موقف إسبانيا التي طالما وقفت إلى جانب حق الصحراوين في تقرير مصيرهم .
وطالب هذا الحزب من السلطات الإسبانية إرسال عناصر إضافية ووحدات من الجيش إلى حدود كل من مليلية وسبتة للتعامل مع هذا الابتزاز الذي يقوم به نظام المخزن حسب تصريح زعيمه سانتياغو أبسكال، وعدد من المسؤولين الجهويين لحزب “فوكس” الإسباني.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، قال أمس الخميس، أنه على تواصل مستمر مع السلطات المغربية من أجل “إعادة توجيه الوضع” بعد تنفيذ الآلاف من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من المغرب وبعض دول إفريقيا لهجومين عنيفين على حدود مليلية.
وأضاف ألباريس وفق “أوروبا برس” أن ما حدث في مليلية مُقلق للغاية ويأتي بعد شهور لم يتم تسجيل فيها هجمات كبيرة من طرف المهاجرين على الحدود، مشيرا إلى أن جميع الهجمات السابقة كان يتم التصدي لها من طرف القوات الأمنية الإسبانية بالتنسيق مع القوات المغربية أما هاته المرة فكل التصرفات توحي بأن المغرب هو من يدبر هذا الأمر وتعد هاته سابقة حسبه، وإعتداء صريح على أراضي الدولة الإسبانية وسيادتها وبهذا يقول الوزير بأن إسبانيا سترد على تصرفات نظام المخزن بطريقتها الخاصة.