إقتصادالعالم

البريكس ينتصر للجزائر عكس مايروج له الإعلام

بعد اعلان قادة مجموعة البريكس عن قبول طلب 6 دول للإنضمام الى التكتل الاقتصادي “البريكس” وهي الامارات والسعودية وايران و مصر و الارجنتين واثيوبيا سارعت وسائل اعلام غربية وعربية خاصة منها المغربية الى الترويج بهزيمة الجزائر التي كانت اكبر دولة مرشحة الانضمام معتبرة ان دول البريكس قد رفضت طلب الجزائر كونها لا تتوفر فيها الشروط مع شن دعاية فاشلة للتأثير على الرأي العام

فالإعلان عن انضمام 6 دول جديدة للمجموعة من بين 36 دولة شكل مفاجأة للعالم خاصة وان هذه الدول لا تستوفى فيها شروط الانضمام على غرار مصر الغارقة في الديون و اثيوبيا ايضا و الارجنتين وايران التي تعاني من ازمة اقتصادية جراء العقوبات الغربية عليها بسبب ملفها النووي.

 

عدم الانضمام للبريكس.. هل انتصار للجزائر او خيبة أمل ؟
فالممتبع للسياسة العميقة يفهم ان انضمام الجزائر للبريكس لن يكون حدثا لعدة اعتبارات كون الجزائر حليفة لقادة المجموعة تربطها بهم علاقات إستراتيجية من اعلى مستوى وان مساعي الجزائر الانضمام للبريكس كان بطموح اكبر خاصة وان قادة البريكس سبقو وان عبروا عن ترحيبهم بالجزائر واعتبرو ان وجودها بالتكتل الاقتصادي ضروري نظرا لمكانتها و ودورها في إفريقيا والعالم رغم ان التعاون الاقتصادي للجزائر مع دول البريكس لايحتاج الى اعلان انضمامها في ظل توافق وتطابق وجهات النظر السياسية بين الجزائر وهذه الدول.
• فـدول البريكس أعلنو عن قرار جاء عكس التوقعات واخلط اوراق المعسكر الغربي وهو مايخدم مصالح المعسكر الشرقي و يخدم بشكل أكبر الجزائر مما يجعلها تستعمل حلفائها كورقة ضغط في عديد الملفات الدولية.
• الجزائر كانت على دراية تامة بما يخطط له قادة البريكس بحكم علاقاتها القوية مع روسيا والصين وجنوب إفريقيا وهذا ما جعل الرئيس تبون يكلف وزير المالية بدل منه وبدل من الوزير الاول او وزير الخارجية لحضور الاجتماع لأن الجزائر حصلت رسميا على ضمانات الانظمام في حين الاعلان الرسمي في الوقت المناسب.
• فإنضمام السعودية و مصر والإمارات للمجموعة الاقتصادية كان انتصارا للجزائر التي ستتخلص من اللوبي المالي القذر ضد مصالح الجزائر وبالأخص الإمارات التي ستجد نفسها ملزمة بتتبع السياسة الجديدة للبريكس التي تتماشى مع التوجه الجزائري خاصة الملف الليبي و الصحراوي والفلسطيني والتي تفرض على الأعضاء قبول اي قرار سياسي اقتصادي بإلإجماع.

ما علاقة الصحراء الغربية بالبريكس وكيف نجحت الجزائر في إدخال الصحراء الغربية لأكبر تحالف اقتصادي عالمي ؟

يتسائل القارىء ما علاقة الصحراء الغربية بالبريكس كونه تكتل إقتصادي وتشارك فيه دول لاتزال على وقع الإحتلال وكيف يتم ارسال دعوة للرئيس الصحراوي كضيف شرف وسط استقبال رسمي كبير.
• الجميع يعرف ان المغرب قد قدم طلب انضمام للبريكس ( تقرير وكالة الانباء الروسية 2021) ليصطدم نظام المخزن بحضور الصحراء الغربية كضيف شرف وهو مادفع بالمغرب ليسبق الحدث بتصريح رسمي من وزير خارجيته كذب فيه خبر طلب انضمام المغرب بعد عامين من نشر الخبر في الاعلام الرسمي الدولي وهي هزيمة اخرى للمغرب وإسرائيل التي اعلنت مؤخرا عن اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية
• خسارة المغرب لدعم اقوى دول الخليج +مصر بسبب إلتزامهم بمقرر مجموعة البريكس التي تدعم القضية الصحراوية.

ماهي معايير انضمام للبريكس؟
• فالبريكس بقيادة روسيا والصين هو تكتل جيوسياسي اكثر منه اقتصادي لهذا كان قبول عضوية الدول الستة الجديدة لإعتبارات سياسية واستيراتيجية للقضاء على الهيمنة الأمريكية خاصة وان الدول الخمسة باستثناء ايران يعتبرو حلفاء لأمريكا والغرب وبدون شك فإن انضمام السعودية والإمارات يشكل ضربة قاضية للغرب لأن انضمامهم سيجبرهم على التخلي عن عملة الدولار وهو ما يعطي قوة اكبر للبريكس بقيادة روسيا والصين للتحكم في اسواق النفط بإستعمال السعودية.

• اختيار هذه الدول لم يكن عشوائيا لأن دراسة ملفاتهم اخذ وقتا طويلا في اجتماعات الغرف المظلمة خاصة الصينية والروسية، فالقراءة الاولى نجد ان البريكس نجح في ضم اهم المعابر البحرية في العالم التي تشكل شريان اقتصادي ( مضيق هرمز في ايران ) وهو شريان الطاقة في العالم و (مضيق قناة السويس بمصر) بحيث يجعل ضريبة العبور تدفع بعملة البريكس بدلا من الدولار خاصة وان مداخيل هذه المعابر يفوق 200 مليار دولار سنويا بالإضافة الى خلق تقارب اقتصادي وسياسي وعسكري بين السعودية والامارات وايران وهو الأمر الذي تخشاه امريكا وإسرائيل كونه يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط
• القراءة الثانية فإن البريكس قد احتوى الخلاف المصري الإثيوبي بضمهم للتكتل وهذا ما جعل المجموعة تكسب رهان عالمي جديد في الامن الغذائي وهذا بضم اكبر دول حوض نهر النيل.
• القراءة الثالثة ضم الارجنتين ثاني اكبر دول امريكا اللاتنية بعد البرازيل و سابع بلد منتج ومصدر للقمح مايجعل مجموعة البريكس تضمن قوة عالمية في اكبر انتاج للذهب الأصفر “القمح” وبهذا اصبح البريكس يشكل 85٪ من اقتصاد امريكا اللاتنية و 90٪ من الانتاج العالمي

ولا يخفى على المتابع ان الدول الحليفة التي تحسب على المعسكر الشرقي على غرار فنزويلا و اندونيسيا و تركيا و كوبا والجزائر لم يتم الاعلان عن انضمامهم للمجموعة وهذا لإعتبارات سياسية مدروسة تهدف الى تعجيل انهاء الهيمنة الغربية والإسراع في اصدار عملة موازية له خاصة وان الدول سالفة الذكر اقوى إقتصاديا من مصر و اثيوبيا وايران والارجنتين لذلك فإن انضمام الجزائر لن يكلف جهدا كبير وان التبادلات الاقتصادية والاستثمار قوي مع دول البريكس قبل تأسيس التكتل.

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button