سياسة

البعد التنموي للمقاربة الجزائرية في منطقة الساحل

بلايطي فاطمة زهرة /على أعقاب زيارة رئيس اللجنة المستقلة رفيعة المستوى للأمن والتنمية بمنطقة الساحل، حركت هذه الزيارة عدة ملفات إستراتيجية تثير اهتمام الدولة الجزائرية. حيث تشكل منطقة الساحل مجالا جيوسياسيا هاما يستقطب العديد من الفواعل الإقليمية والدولية خاصة بعد تدويل ظاهرة الإرهاب عقب أحداث 11سبتمبر 2001.

لقد بذلت الجزائر جهودا حثيثة لاجتثاث الأخطار الأمنية الجديدة في منطقة الساحل داخل إطار فردي أو جماعي سواءا دولي أم منظماتي، ونظرا لتعدد الفواعل والتهديدات الأمنية العابرة للحدود كان لزاما تغيير المقاربة الرامية لمواجهتها، فقد تم الإنتقال من المفهوم الصلب إلى المفهوم المرن للأمن فالمسبب الحقيقي لهذه الظواهر هو الغياب التام للتنمية نتيجة قصور مؤسسة الدول في المنطقة حيث تعد دولا فاشلة تتفشى فيها مظاهر الحرمان والعجز الإقتصادي الذي انعكس سلبا على مناحي الحياة، فقد ولد مخاطر وتهديدات أمنية عابرة للحدود على غرار الهجرة غير الشرعية و الإتجار بالممنوعات والتطرف والإرهاب وغيرها من الظواهر.

إذن كان لزاما تغيير أسلوب المواجهة باجتثاثها من خلال تحسين البيئة الإقتصادية والمعيشية فيها بإحداث تنمية شاملة واستقرارا على كافة الأصعدة فهو حل مثالي لهذه المعضلة الأمنية.، وهذا ما تسعى إليه الجزائر في كل سانحة، فالمقاربة الجزائرية لحل الأزمة في مالي كان نموذجا يحتذى به، فقد طرحت حلا يعتمد على التوزيع العادل للثروة بين الشمال والجنوب واعتماد الدولة الوطنية، بالإضافة للمشاريع التي طرحتها الجزائر على غرار أنبوب الغاز اتجاه إفريقيا والطريق العابر الصحراء كلها مشاريع لملأ الفراغ داخل إفريقيا في ظل التكالب الدولي على ثرواتها.

الجزائر اليوم تواجه تحديات صعبة تعتمد مقاربة جديدة لمواجهتها فالحل سيكون بتضافر دول الجنوب أي أن الحل سينبع من القارة ذاتها في خطوة لقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي في هذا الشأن، أما إذا جاءت الحلول من خارج دائرة القارة الإفريقية حتما ستكون العلاقة استغلالية وهذا ما ترفضه الجزائر وتنظر على أنه تهديد لمصالحها الحيوية والإقليمية، وقد ساعدها التغيير الأخير للدستور الجزائري الذي غير الطريقة التي كانت تتعامل معها الجزائر إزاء القضايا الإقليمية والدولية، حيث أعطاها مجالا لتوسيع نطاقها الحيوي والسماح لها بالتدخل في بؤر النزاع لحماية مصالح الدولة.
إذن الجزائر غيرت النظرة لحل هته الأزمات وتجفيف منابعها وذلك بإدماج مجتمعات المنطقة في عجلة التنمية.

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button