الوطن

الحليب المدعم.. فائض في مناطق وندرة في أخرى!

رغم جهود السلطات العمومية الرامية إلى مضاعفة إنتاج مادة الحليب المدعم، إلا أن المشكل لا يزال قائما في عدة ولايات، بل تشهد محلات بعض بلديات أكبر المدن اختفاء شبه كليا لحليب الأكياس، ويرجع ذلك إلى الخلل الكبير في شبكات التوزيع من جهة، ولهفة المواطنين واقتنائهم كميات كبيرة من جهة ثانية، إضافة إلى تغيير وجهة أكياس الحليب المدعم وتحويلها إلى صانعي اللبن والرايب وحتى بعض مصانع الياغورت.

المتمعن في أرقام وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، يجد أن الكميات الإضافية التي تم ضخها، مؤخرا، والمقدرة بـ5 آلاف طن من بودرة الحليب والتي سمحت برفع الإنتاج اليومي إلى نحو 10 ملايين طن، من شأنها أن تلبي الطلب بارتياح، وتسمح بتوفر أكياس الحليب المدعم في أغلب المحلات ونقاط البيع

لكن في أرض الواقع الأمر يختلف، فبعض البلديات تشهد فائضا في كميات الحليب المدعم، فيما تشهد أخرى ندرة شبه تامة، وإن وجدت فبكميات قليلة، وتجد المواطنون يتدافعون عليها خلف طوابير لامنتهية، وهو ما يؤكد وجود خلل كبير على مستوى شبكات التوزيع، والتي صار من الضروري إعادة النظر فيها، ولعل التصريحات الأخيرة لوزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، حول إطلاق خريطة جديدة لتوزيع الحليب المدعم بعد انقضاء شهر الصيام لضمان تغطية أفضل لكل الولايات، لخير دليل على التذبذب الكبير في شبكة التوزيع.

وما زاد الطينة بلة، هو استمرار بعض التجار الجشعين في ممارسة المضاربة غير المشروعة في مادة الحليب، رغم العقوبات الصارمة التي سلطها المشرّع الجزائري في قانون المضاربة غير المشروعة، والتي تصل مدة السجن فيه إلى أزيد من 10 سنوات.

فيما فضح أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني في وادي العلايق، بحر هذا الأسبوع، في تفتيش منسق مع أعوان مديرية التجارة بالبليدة، موزع حليب كان يقوم باستغلال نشاطه من أجل تحويل حليب الأكياس المدعم إلى مادة “اللبن” وتسويقها.

وأثناء مداهمة المستودع الذي كان يستغله عثر على 3 آلاف لتر من الحليب كانت موجهة للبيع على شكل مادة اللبن، ليتم إتلاف ما لا يقل عن ألفين لتر مع تحويل المشتبه فيه أمام الجهات القضائية المختصة لمتابعته في قضية ممارسة المضاربة غير المشروعة في مواد غذائية مدعمة.

وبين اضطراب توزيع مسحوق الحليب وذهابه لغير وجهته وتدخل المضاربين وتراجع إنتاج الحليب الطازج بسبب مشاكل المربين، تبقى الأزمة قائمة بالسوق الوطنية، ويبقى المواطن في رحلة بحث عن كيس حليب، في انتظار خطة تقضي على الأزمة نهائيا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button