
يمكن لأي مبتدأ في في دراسة العلاقات الدولية، ان يلاحظ و بمفاهيم بسيطة الحديث المسلط عليه الضوء و المتكرر بصفة حادة في الساحة الدولية الا و هو القرارات الشجاعة والسيادية من الجزائر اتجاه فرنسا، ما أثر بطريقة مباشرة عليها، فبعد غلق المجال الجوي الجزائري على الطيران الفرنسي إلى منطقة الساحل الذي يدخل ضمن امتياز منحه الرئيس السابق، هاهو الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون يرفض حتى الرد على مكالمات ماكرون الذي قالت عنه وسائل الاعلام الدولية انها إهانة لفرنسا، ولم يتوقف هذا بتوجيه الرئيس تبون صفعة اخرى لفرنسا برفضه المشاركة في إجتماع باريس الذي وصفه وزير الخارجية الجزائري السيد لعمامرة بأنه لا يرقى لمستوى الرئيس.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية« محمد الامين مروش » ان فرنسا أصبحت عبء حتى على حلفائها التقليديين خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وانها لم تستسغ بروز الجزائر كفاعل مؤثر في الساحة الدولية، كما ان القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ضد فرنسا ادخلت الإيليزي في دوامة وصدمة حقيقية لم تعهدها فرنسا من قبل، فبتعليق جميع الإجتماعات و اللقاءات مع فرنسا وتجميد جميع الإتصالات الدبلوماسية معها قامت الجزائر بالعودة من الباب الواسع الى لعب دور المُؤثر وصاحبة الكلمة في المنطقة.
و يضيف ذات المصدر أن القيادة الجزائرية لم تتوقف عند هذا الحد، اذ وجه رئيس الجمهورية أوامر لوزارة الخارجية مباشرة بعدم الرد على أية رسائل او اتصالات من الإيليزي، كما تم تجميد جميع الأنشطة المبرمجة مع الجانب الفرنسي في جميع مجالات التعاون خاصة الإقتصادي، و على اثره الغى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة رئيس الحكومة الفرنسية جون كاستاكس الرسمية التي كانت مبرمجة مؤخرا و فتح الباب للتعاون مع دول أوروبا تجلت في زيارة الرئيس الإيطالي الذي لم يزر الجزائر منذ 28 سنة.
فالضرر الذي الحقته السياسات الفرنسية بالأوروبيين خاصة ألمانيا إيطاليا اسبانيا ظهر هذا بجلاء بعد سقوط نظام القذافي، وأيضا أثناء حرب سوريا،، فتحمل الدول الأوروبية تبعات السياسة الإحتكارية الممارسة من طرف فرنسا لسنوات عديدة ذهب بها إلى الإلتفاف و مساندة قرارات القيادة الجزائرية التي قطعت الطريق بصفة نهائية على الحلم الفرنسي في جعل افريقيا ساحة حرب و نهب.
اما بالنسبة للجزائر وبعد الحراك الشعبي المبارك وانتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية و صعود قيادة جديدة سيدة في قراراتها بدون تبعية لأي جهة، التي بدأت في سياسة التخلص من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية السابقة محملة فرنسا تبعات الفساد من خلال عقود الشراكة مع الشركات الفرنسية بالجزائر كل ذلك لوضع حد لتحويل ثروات الجزائر خاصة و نهب خيراتها و خيرات افريقيا عامة …
لذلك كان قرار التخلص من فرنسا من طرف القيادة الحالية بالاتفاق مع عدة أطراف دولية خاصة الأوروبية، التي تشترك مع الجزائر في كونها متضررة من سياسات فرنسا التخريبية، حيث جاء تصريح وزير الخارجية الفرنسي لودريان في حوار له لجريدة لوموند يحاول و بصفة تدارك ما يمكن تداركه، اذ ان الصفعة القوية التي وجهها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لفرنسا تجسدت في صحوة طارئة من طرف هذه الأخيرة، كما تجلت جهرا في تصريحات لودريان اذا راح يحاول و بيأس ترقيع ما يمكن ترقيعه بطلبه انه ينبغي تجاوز ذلك لإستعادة علاقة الثقة بين الطرفين و اسهب في حديثه انه قد يحصل سوء فهم من وقت لآخر لكن ذلك لا يقلل من الأهمية التي توليها فرنسا بعلاقاتها مع الجزائر، كما ألح للعودة إلى علاقة هادئة بعد ان عرفت فرنسا انها هي الخاسر الوحيد لأن كل تصعيد منها يكلفها خسائر اقتصادية كبيرة.