كشف مختبر الأبحاث الكندي (Citizen Lab)، عن برنامج تجسس صهيوني جديد، وبمواصفات متطورة عن برنامج “بيغاسوس”، والمثير في القضية التي كشفها المختبر الكندي، أنّ المغرب يعتبر من أهم الدول التي قامت باقتناء هذا البرنامج لاستعماله ضد معارضي المخزن، في سيناريو يكاد يكون صورة طبق الأصل عن فضيحة “بيغاسوس” التي جعلت من النظام العلوي في الرباط منبوذا في محيطه المغاربي، وحتى في فرنسا التي تعتبر من أهم داعمي البلاط العلوي، رغم أنّ محمد السادس استفاد من هذا البرنامج لابتزاز رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز، وجعله ينقلب عن موقف مدريد التاريخي في ملف الصحراء الغربية.
ووفقا لمعمل الأبحاث الكندي (Citizen Lab)، فإنّ البرنامج الصهيوني الجديد يشبه برنامج “بيغاسوس”، وتم استخدامه لاستهداف الصحفيين والسياسيين في العديد من البلدان، وتم إنشاء برنامج التجسس من قبل شركة (QuaDream Ltd)، التي أسسها مسؤول عسكري صهيوني سابق وعضو سابق في شركة (NSO Group) الصهيونية ، التي ابتكرت “بيغاسوس”، كما تقول المنظمة المتخصصة في قضايا الأمن السيبراني.
وحسب هذا الأخير ، استهدف البرنامج خمسة أشخاص على الأقل في أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وقالت المنظمة: “من بين الضحايا صحفيون وشخصيات سياسية معارضة وعضو في منظمة غير حكومية” مضيفة أنّها لن تحدد هويتهم في الوقت الحالي.
وبرز موضوع برامج التجسس الخاصة في مقدمة المشهد الدولي بعد الكشف المتتالي حول برنامج “بيغاسوس”، الذي تم تصديره من قبل شركة NSO في شهر جويلية 2021 ، وكشف تحقيق منسق أجرته العديد من وسائل الإعلام عن قائمة بأكثر من 50000 اسم للأفراد الذين ربما تم رصدهم عبر “بيغاسوس”، أثارت هذه المزاعم فضائح وأحيانًا إجراءات قانونية في عدة دول، بما في ذلك إنشاء لجنة تحقيق خاصة في البرلمان الأوروبي.
وأوضح (Citizen Lab) أنّه بمجرد وضع البرنامج الجديد على الهاتف أو الكمبيوتر، يمكن لبرامج التجسس الخاصة بـ (QuaDream) تسجيل صوت مكالمة هاتفية والتقاط الصور والبحث في الملفات على الجهاز، ويحدث ذلك دون علم المستخدم، كما يسمح برنامج التجسس الجديد أيضًا بالوصول إلى البيانات المخزنة (عن بُعد) ويتضمن أيضًا وظيفة التدمير الذاتي لإخفاء وجودها بمجرد عدم استخدامها.
وحدد المختبر الكندي أنّ ضحايا هذا البرنامج حتى الآن من عشر دول، بما في ذلك الأراضي المحتلة وسنغافورة والمكسيك والإمارات العربية المتحدة وبلغاريا.
أما عن الدول التي اقتنت هذا البرنامج وباشرت استعماله، فتوجد المغرب على رأس القائمة، خاصة أنّ النظام المخزن العلوي معروف بأساليبه الخبيثة في التعامل مع الدول، ولهذا سارع إلى اقتناء البرنامج الجديد، متجاهلا تماما الضجة الكبيرة المثارة حوله، بسبب فضيحة برنامج “بيغاسوس”، والأكيد أنّ ما كشفه المختبر الكندي سيعقد أكثر وضعية المخزن، ويكشف حقيقته أكثر للمجتمع الدولي .