

أعلنت جبهة البوليزاريو الجمعة الماضية على لسان ممثلها بالإتحاد الأوروبي أبي بشرايا البشير أن المواجهات مع الإحتلال المغربي قائمة الى يومنا هذا و لازال إطلاق النار من طرف جيش الإحتلال يستهدف مناطق تواجد المدنيين.
و أضاف السيد بشرايا أن دولة الصحراء الغربية ترد بشكل أكثر قوة و تنظيما و ان الكفاح المسلح من هذه الأخيرة قد أبرز تقدما واضحا على مختلف جبهات القتال.
كما صرح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لوكالة رويترز في أواخر ديسمبر الماضي على تراجع الجيش المغربي و الإستعداد لإعلان وقف إطلاق النار داعيا الجهة الأخرى أي الصحراء الغربية على حد تعبيره الى إبداء حسن النية في التوجه إلى طاولة المفاوضات للحوار من أجل وقف إطلاق النار،كذلك دعت الجزائر الى تحكيم العقل و الكف عن مساومة الشعوب حول أوطانها مما ساهم في التعجيل بإعلان وقف إطلاق النار من طرف الإحتلال المغربي و التوجه إلى طاولة المفاوضات.
و تسعى الصحراء الغربية الحصول على استقلالها التام و الكامل منذ انسحاب اسبانيا سنة 1974 و منذ ذلك اليوم و المغرب يحاول بشتى الطرق إلى إحتلال جزء من الأراضي الصحراوية من غير وجه حق ذلك ما دفع الجزائر الى محاولة تهدئة الأجواء و التوسط للكف من الممارسات الإستعمارية مع دول الجوار و بحكم الموقع الإقليمي الإستراتيجي للجزائر بين المغرب و دولة الصحراء الغربية ما يخول لها بل و يوجب عليها التدخل لحل الخلافات و المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
و مؤخرا بدأت تتضح معالم انفراج الأزمة الصحراوية بتدخل الدبلوماسية الجزائرية و كسبها رهان التوجه للمفاوضات بين دولة الإحتلال و الصحراء الغربية من جهة و من جهة أخرى تخوف نظام المخزن من انهيار مفاجئ داخل سدة الحكم الملكي ما دفعه الى اتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من التوتر القائم بينه و بين الجزائر بنزع مخزن الذخيرة الحية من سلاح الجنود المغاربة قرابة الحدود الجزائرية لدرئ أي خطأ من شأنه إعطاء الضوء الأخضر للجيش الجزائري للرد عسكريا على المغرب.
كما أكد بعض المحللين السياسيين و الباحثين في العلاقات الدولية ،أن الدور الذي لعبته الجزائر في الأزمة الصحراوية جاء في الوقت المناسب، ما ساهم في تركيع نظام المخزن و العدول عن أطماعه الإستعمارية ،وان المغرب لم يحسب حسابات دقيقة في هجومه المسلح على الصحراء الغربية، ربما تلقى ضمانات كاذبة من جهات انتكست فور رؤيتها الرد السريع و الغاضب من الجانب الجزائري فور إطلاق أول رصاصة من طرف جيش الإحتلال .