سجلت وسائل الإعلام الفرنسية فضيحة من العيار الثقيل، بعد بث تقارير إخبارية مشبوهة تهدف إلى تلميع صورة المغرب، تورط فيها صحفي فرنسي من أصول مغربية يشتبه فيه أنه تلقى رشاوى من الرباط.
نشرت وسائل إعلام فرنسية الخميس تقارير إخبارية تفيد أن القناة الإخبارية ذات البث المتواصل BFMTV، فتحت تحقيقًا داخليًا مس عدة صحافيين لاشتباههم ببث تقارير إخبارية بتأثير من المغرب بهدف تلميع صورته، كان من المفروض أن لا تبث، أدت إلى التوقيف المؤقت عن العمل للصحفي الفرنسي ذي الأصول المغربية، رشيد مباركي.
ونقلت صحفية بوليتيكو POLITCO أنّ إدارة BFMTV فتحت تحقيقًا داخليًا من أجل فهم مصدر محتويات إعلامية عديدة بثت على القناة في ظروف غامضة ، لم تخضع مسبقا إلى الموافقة المعمول بها في قاعة التحرير.
ويتعلق الأمر ببث صور وتعاليق لم تخضع لموافقة رئيس التحرير في النشرة الليلية بعد منتصف الليل، ما يترك مجالا للشك في أن مصدر هذه الأخبار غير معروف رسميا ومشبوه.
وذكر التقرير ذاته، أنّ الصحفي ذا الأصول المغربية تم توقيفه عن العمل حتى إتمام التحقيق لاشتباهه في تورطه في بث الأخبار التي تلمع صورة المخزن المغربي بتأثير من هذا الأخير.
وتمّ نشر تقرير إخباري يلمع صورة المغرب حول “تحسن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا” حيث تم ذكر عبارات غير معهودة في وسائل الإعلام الفرنسية التي تتضمن الاعتراف المزعوم بما يسميها المغرب واهمًا (سيادته) على الصحراء الغربية المحتلة”.
بدورها، كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أنّ التوقيف التحفظي للصحفي رشيد مباركي، يعدّ بمثابة الشجرة التي تخفي غابة من التراكمات حول محذور الرشاوى المدفوعة من الرباط، بهدف تلميع صورة المغرب من خلال بثّ تقارير إخبارية مغلوطة منحازة.
وركّزت ليبراسيون على أنّ معلومات أكّدها مصدر داخلي في BFMTV، أوردت أنّ الصور التي أدت إلى تعليق مهام رشيد مباركي تتعلق بشكل خاص بموضوع تم بثه يوم 22 جوان 2022، وجرى فيه الترويج لمنتدى أعمال بين إسبانيا والمغرب في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة.
آنذاك، تمّ نشر تقرير إخباري لمّع صورة المغرب حول “تحسن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا” حيث تم ذكر عبارات غير معهودة في وسائل الإعلام الفرنسية التي تتضمن الاعتراف المزعوم بما يسميها المغرب واهمًا (سيادته) على الصحراء الغربية المحتلة”.
وفي نفس الموضوع، أكدت جمعية الصحافيين التابعين للقناة الاخبارية BFMTV، أنها تتابع عن كثب التحقيق الداخلي الذي أطلقته القناة بعد اشتباه صحفي فرنسي ذو الأصول المغربية، رشيد مباركي بتقاضيه رشاوى من الرباط .
وذكر بيان للجمعية، نشر اليوم الخميس على حسابهم في التويتر، أنه في حال ثبوت تورط الصحفي وتبين تأثير المغرب في بث التقارير المعنية بالتحقيق، فإنها تندد بشدة وتعتبر هذه الممارسات خطيرة للغاية. كما تؤكد أنها في تواصل مستمر مع إدارة BFMTV حتى تتبين حقيقة بث التقارير التي تلمع صورة المغرب والكشف عن ملامسات حدوث ذلك.
وتأتي هذه الفضيحة في سياق الفضائح التي ضربت مؤخرًا البرلمان الأوربي تتعلق بتقاضي بعض نوابه رشاوى من المخزن لكسب دعمهم.