إقتصاد

بيانات رسمية.. إسبانيا تكشف توقف تام لشحنات الغاز المسال “LNG” الجزائري نحو إسبانيا

أظهرت بيانات رسمية إسبانية تقلّص حجم إمدادات إسبانيا بالغاز الطبيعي الجزائري إلى مستويات متدنية. إلى جانب توقف تام لشحنات الغاز الطبيعي المسال (LNG)، في ظل تداعيات تفاقم أزمة الطاقة التي تشهدها بلدان أوروبا. بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، وما تبعه من عقوبات دولية على استيراد الغاز الروسي.

وتكشف بيانات هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية “CORES”، نقلاً عن وسائل إعلام محلية، أن تدفقات الغاز الجزائري (عبر الأنابيب) نحو إسبانيا تهاوت إلى أدنى المستويات خلال شهر جويلية 2022. تبعه توقف تام لشحنات الغاز الطبيعي المسال “LNG” (منقول عبر البواخر). ما دفع بمدريد إلى الاستنجاد مجدّداً بروسيا  من أجل تغطية احتياجاتها من المادة. وهذا رغم الأزمة القائمة بين البلدين، والحظر الممارس أوروبياً على واردات الغاز الروسي. بعد العمليات العسكرية التي شنتها الأخيرة على أوكرانيا.

وتوضح الوثيقة أنّ إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا تقلصت كثيرا خلال شهر جويلية المنصرم، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية وتبعاتها الاقتصادية. بين الجزائر ومدريد، عقب انقلاب موقف حكومة بيدرو سانشيز بشأن النزاع في الصحراء الغربية ودعمها لمقترح نظام المخزن للحكم الذاتي.

وقالت الوثيقة الحكومية أن الجزائر أوقفت خلال جويلية الماضي، شحنات الغاز الطبيعي المسال “LNG”، تماما نحواسبانيا. في حين كانت الكميات سابقا تصل حتى 2500 جيغاواط/ ساعة شهرياً. كما أضافت أنّ “إمدادات الغاز الجزائرية إلى إسبانيا بلغت في جويلية 8572 جيغاواط/ ساعة. ما يمثل 23.4 من واردات البلاد خلال جويلية 2022، بفارق ضئيل عن الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغت إمداداتها 8530 جيغاواط/ ساعة. ما يمثل 23.3 من واردات شهر جويلية”.

إسبانيا تستنجد بـ”الخصم” لسد احتياجاتها من الغاز

وفي أعقاب أزمة الطاقة التي تعاني منها بلدان أوروبا، على رأسها إسبانيا، بعد وقف الجزائر إمدادات الغاز عبر أنبوب “المغرب العربي أوروبا”، العابر على المغرب، شهر أكتوبر 2021. أفادت الوثيقة ذاتها أن مدريد كثفت من عمليات شراء الغاز الروسي بكميات بلغن 5317 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 14.5 من الواردات الإجمالية في جويلية الماضي. وهي كميات معتبرة بالنظر إلى الظرف الدولي والعقوبات الغربية على روسيا بسبب الحرب الأوكرانية. ومساعي العديد من الدول للتحرر من التبعية للغاز الروسي.

كما أضافت أن الكميات المستوردة من نيجيريا ارتفعت لتصل 5882 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 16.1 من واردات جويلية الماضي.

هذا، وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، مؤخراً، عن استعداده الكامل للقدوم إلى الجزائر في زيارة رسمية. كما فعل قادة أوروبيون آخرون في الأشهر الأخيرة الماضية، لتأمين لغاز. مثل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أو رئيس الوزراء الإيطالي السابق. ماريو دراغي .

وقال الوزراء الإسباني، أنه “على استعداد تام للذهاب إلى الجزائر. مبرزاً في هذا الصّدد: “أحب أن أكون الشخص الذي يذهب إلى الجزائر”.

كما دعا وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، إلى ضرورة استعادة العلاقات مع الجزائر. وجدد البارس التأكيد على أن “إسبانيا تطمح إلى إقامة علاقات طيبة مع الجزائر”.

ومقابل ذلك، اعتبر رئيس حزب الشعب الإسباني، ألبرتو نونيز فيجو، تصرفات رئيس الحكومة بيدرو سانشيز. لامسؤولة في سياسة الطاقة والشؤون الخارجية. داعياً حكومة بلاده إلى ضرورة إصلاح علاقتها مع الجزائر.

وأشار الزعيم الشعبي إلى أن إسبانيا تفقد قدرتها التنافسية. وقال إن مدريد تشهد انحرافا في السياسة الخارجية. حيث أن إحدى الدول الرئيسية الموردة للغاز وهي الجزائر. والتي كانت أيضًا الدولة الأكثر بيعًا لإسبانيا، قد تحولت الآن إلى البيع إلى إيطاليا وتحاول فرنسا التوصل إلى اتفاقيات معها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button