بلايطي فاطمة الزهراء / انطلاقا من مقولة أن التاريخ يعيد نفسه هذا ماينطبق على العلاقات العربية -الصينية وقمة الرياض إلا دليل على ذلك، فالمتفحص للتاريخ يجد أن الصين تحاول أن تحيي أمجاد علاقاتها الوطيدة مع هذه المنطقة والتي كانت ممثلة في طريق الحرير والتوابل الذي كان منعشا للتجارة والأسواق في شبه الجزيرة العربية قديما.
– أما اليوم فتسعى الصين الى رسم خارطة جديدة للعلاقات العربية-الصينية خاصة في ظل تغير بيئة النظام الدولي والتجاذبات الحاصلة فيه، ونظرا للإستقطاب الذي نجم عن الأزمة الأوكرانية-الروسية برزت أهمية الرقعة العربية نظرا للمقومات التي تملكها والتي أهلتها أن تكون مؤثرا في ميزان القوى داخل الصراعات الإقتصادية والطاقوية الدائرة حاليا، كما أن هذه المنطقة تعد سوقا ذو أهمية كبيرة لدى القوى الإقتصادية الكبرى .
– إن الصين من هذا المنطلق تدرك جيدا أن الرهان العربي له دور كبير في تعزيز دورها الريادي عالميا، لذا عليها أن تعالج القضايا العربية بالمنظور الذي يتوافق مع توجهات هاته الأمة، وأهمها القضية الفلسطينية، ويتزامن هذا الدور مع رئاسة الجزائر للقمة العربية والتي ستدعمها العلاقات الوطيدة مع الشريك الإستراتيجي الصيني، هاذان لعاملان سيؤثران إيجابا على مسار القمة الحالية.
-فالعلاقات الجزائرية الصينية لها امتداد تاريخي يعود إلى عهد الحكومة المؤقتة واعتراف الصين الشعبية بالحكومة الجزائرية سنة 1958، وبعد الإستقلال كانت الصين أولى الدول غير العربية التي قررت الإعتراف بالجمهورية الجزائرية الجديدة، و من هنا كان انطلاق علاقات البناء والتعاون بين البلدين في شتى المجالات السياسية ،الإقتصادية ،الثقافية والعسكرية ،وقد نتج عن ذلك التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة في ماي 2014 ما أعطى دفعا كبيرا للعلاقات بين البلدين.
– إن التطابق الكبير في وجهات النظر بينهما حول المسائل الدولية الراهنة و القضايا ذات الإهتمام المشترك، سيسهم بشكل كبير في تطوير العلاقات العربية-الصينة وسينعكس على عجلة التنمية في منطقتنا العربية ،وتصنف الصين كأكبر مستثمر في الجزائر متجاوزتا بذلك الدول الغربية وهي سوق مهم لها. فإن هذه الرؤية الإقتصادية ستنعكس لا محالة على مردودية العلاقات العربية-الصينية.
إذن فالعلاقات الجزائرية الصينية الحالية وماقدمته الجزائر للقمة العربية عند انعقادها بالجزائر من خلال مخرجاتها كتوحيد الصف العربي إزاء التحديات التي تواجه الأمة العربية ولم الشمل الفلسطيني كل هذا سينعكس لا محالة على مخرجات القمة العربية-الصينية وسيساهم في نجاحها وتطوير الأداء العربي وسيدعم مسار التنمية في الرقعة العربية وسيرجح كفة خدمة قضايا هذه الأمة، أي أن العلاقة ستكون على أساس رابح رابح ولن تكون استغلالية ماسيدعم القوة التفاوضية العربية في المحافل الدولية استنادا إلى الدعم الصيني نظرا لثقلها العالمي.