إقتصادالعالمالواجهة

صحيفة الإسبنيول: “سوناطراك” تضغط من أجل مضاعفة أسعار الغاز 400 بالمئة ”

قالت صحيفة “الإسبنيول” الإسبانية. أنّ “ الجزائر تسعى إلى رفع أسعار الغاز المصدّر نحو إسبانيا عبر الأنابيب بواقع 04 أضعاف أي 400 بالمئة عن سعره الحالي. مشيرةً إلى أنّ “رفع أسعار الغاز الجزائري يأتي في ظل تقلبات سوق الطاقة العالمي، جراء تبعات الأزمة الأوكرانية الروسية”.

وأفاد تقرير الصحيفة، اليوم الثلاثاء، بأن “شركة “سوناطراك” الجزائرية تسعى لدفع نظيرتها الإسبانية “ناتورجي” لدفع أربع أضعاف القيمة السابقة للغاز. في إطار العقود الطويلة الأجل لتصل إلى حدود 180 أورو لكل ميغاواط ساعي”.

وأوضحت الصحيفة، بأن عملاق النفط الجزائري يريد مطابقة الأسعار مع الصندوق الهولندي “تي تي أف” المعني بأسعار الغاز. والذي يعرف تقلبات سريعة في الأسعار عكس مؤشر “هنري بوب” الأكثر استقرارا والمعتمد سابقا”.

مساواة الغاز الجزائري مع مؤشر “تي تي أف” سيزيد أسعار الغاز أربع أضعاف

واعتبر ذات المصدر بأن هذه الرغبة الجزائرية، تعد العقبة الأكبر في المفاوضات بين الطرفين. حيث يرى الطرف الإسباني أن مساواة الجزائر لأسعار غازها مع المؤشر الأوروبي. المتمثل في الصندوق الهولندي “تي تي أف” سيزيد أسعار الغاز لأربع أضعاف”.

“وتقترب المفاوضات بين ناتورجي والجزائر بشأن الغاز الذي يصل إسبانيا عبر خط أنابيب “ميدغاز” من نهايته. حيث أكدت مصادر مطلعة لـEL ESPAÑOL-Invertia أن الاتفاقية لم يتم إبرامها بعد، وقد استغرقت أكثر من الوقت المحدد”.

ويعود التخوف الإسباني من اعتماد الجزائر لمؤشر “تي تي أف” الهولندي، من إمكانية بلوغ أسعار الغاز مستويات خيالية. مع حلول فصل الشتاء، واستمرار روسيا في عمليات الغلق لأنابيب الغاز المزودة لأوروبا.

كما سجل المؤشر الهولندي أسعارا غير مسبوقة للغاز، شهر جويلة الماضي، بعد تجاوزه عتبة 269 أورو للميغاواط ساعي. وهو الرقم الذي لم تعرفه أوروبا أبدا في تاريخ عقود الغاز الطبيعي.

وكان الرئيس المدير العام لمجمع “سوناطراك”، توفيق حكار، قد كشف في وقت سابق، أنه تم الاتفاق مع ستة شركاء للمجمع من بين 11 زبون. على مراجعة أسعار الغاز الطبيعي الجزائري المصدر لهم، في حين تتواصل المفاوضات بهذا الخصوص مع باقي الشركاء على غرار “ناتورجي الإسبانية”.

وبخصوص إمكانية توفير إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي نحو السوق الاسبانية. أكد حكار أن طاقة الانبوب “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا والمقدرة بـ 11 مليار متر مكعب سنويا. يتم استخدامها بصفة “كلية” حيث يتم تلبية العقود بنسبة 100 بالمائة مع الجهات الإسبانية.

الجزائر تستحوذ على 11 في المائة من احتياجات أوروبا من الغاز

وتسارع بلدان أوروبا إلى إيجاد مصادر تموين جديدة بالغاز، بديلة للغاز الروسي، بعد تفاقم حدة الأزمة “الأوكرانية الروسية”. وفرض بلدان الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا. ما من شأن روسيا رد الضربة باستخدام ورقة الغاز الطبيعي. وهي التي تضمن 40 في المائة من إجمالي احتياجات أوروبا بالغاز.

وترتبط الجزائر بأوروبا من خلال ثلاث خطوط أنابيب الغاز. الأول يتمثل في أنبوب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا بطاقة إجمالية تناهز 32 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً. والثاني أنبوب “ميدغاز” مع إسبانيا، بطاقة إجمالية تصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنوياً.

فيما قررت الجزائر رسمياً وقف إمداداتها الغازية نحو إسبانيا عبر أنبوب “المغرب العربي أوروبا”. العابر على الأراضي المغربية، أواخر شهر أكتوبر 2021، وينقل الأنبوب نحو 12 مليار متر مكعب سنوياً.

كما تستحوذ الجزائر على ما نسبته 11 في المائة من إجمالي احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي، ومع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية. زادت المخاوف من احتمال حدوث نقص في الإمدادات، ما جعل الشركاء يتفاوضون على ضخ مزيداً من الإمدادات الغازية لضمان أمنهم الطاقوي.

وتشهد احتياطات الغاز في الجزائر استقرارًا نسبيًا، طيلة العقود الـ4 الماضية، بالرغم من الانخفاض القوي المسجل خلال جائحة “كورونا”. لتبلغ عند 4.5 تريليون متر مكعب في عام 2021، مقابل 2.3 تريليون متر مكعب خلال عام 2020. بحسب آخر إحصاءات شركة “بريتيش بتروليوم -BP” النفطية البريطانية.

كما توقعت تقديرات “صندوق النقد الدولي”، أن يسهم ارتفاع أسعار النفط والغاز في السوق العالمية. في ضخ إيرادات مالية بقيمة 58 مليار دولار لصالح الجزائر في عام 2022.

وقال التقرير: أنه “من المتوقع أن تجني الجزائر، ممثلة بشركة “سوناطراك” النفطية، عائدات بـ 58 مليار دولار سنة 2022. بارتفاع قدره 28 في المائة مقارنة بالبيانات السابقة، مدعومة بارتفاع أسعار الذهب الأسواق في الأسواق العالمية.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button