في تصريح خاص لموقع DZ-54 قال الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية ” محمد الأمين مروش “ في تعليقه على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب انه تباينت ردود الأفعال حول الزيارة الى الرباط الأربعاء الماضي 2021/11/24 في خطوة أقصى ما يقال عنها أنها استفزازية اتجاه الجزائر وفقط، نظام المخزن و على مر الأجيال عودنا على سياسة الخداع و تضخيم المقزم لجس نبض ردود أفعال القيادة الجزائرية فقام بتجنيد الإعلام و تخصيص مبالغ مالية كبيرة لتعتيم الرؤية الصحيحة حول الزيارة العادية التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي، هاته الزيارة التي تدخل ضمن اتفاقيات العار ليست وليدة اليوم بل هي امتداد لتحالف كان في الماضي سرا و توج حاضرا بإعلان التطبيع، فإسرائيل ككيان لم يرقى إلى دويلة بعد فهو يحاول و بإستغلال كل نفوذه التموقع بدولة فلسطين المحتلة و حصد أكبر عدد من إعترافات الخيانة من دول باعت شرفها للصهيانة و التي ضمنيا كانت خارج إرادة الشعوب.
ويضيف في ذات السياق ان استقبال وزير الإرهاب الإسرائيلي من طرف جارة السوء لم يتوج بأي مكاسب حقيقية بل هو بينة عن الإستبداد الذي يعانيه الشعب المغربي والمغلوب عن امره تحت ظل عرش محمد السادس، فإسرائيل على مر التاريخ كل سياساتها و تحالفاتها تصب لمصلحتها الشخصية البحتة، اذ لا يمكنها و حسب سياستها وعقيدتها بيع أسلحة او إنشاء قواعد عسكرية في المغرب لسبب واحد و وحيد وهو عدم امتلاكها الجاهزية لشن حروب خارج محيطها و أن كل الحروب التي خاضها كانت مع دول الجوار مصر، سوريا،. الاردن و لبنان ، وكلها كانت حروف خاطفة نفذت بغارات جوية فقط، فالقوة العسكرية التي يمتلكها الصهاينة لا تكفي حتى للدفاع عن نفسها و خير دليل ان حزب الله قام بتدمير دبابات ميركافا المتطورة بصواريخ كورنيت في حرب تموز سنة 2006 ، ضف الى ذلك أن عقيدة الجيش الصهيوني التي تثنيه عن الموت من أجل غيره و المرعوبة من المستوى العالي الذي بلغت اليه بعض الجيوش العربية كمصر و الجزائر تثنيه عن خوض معارك طويلة هو أساسا سيخسر فيها، فإسرائيل ككيان قائم على الدسائس يستعمل المغرب كحليف من أجل تقوية النفوذ فقط للتأثير على قرارات مجلس الأمن و بعض المنظمات الدولية.
ويضيف المتحدث نفسه ان الجزائر كفاعل مؤثر في الوسط الدولي و بقيادته الجديدة بعد تولي تبون رئاسة الجمهورية يعلم جيدا ما يحاك ضده من محاولات يائسة لثنيه عن العودة إلى مسار الدول المتطورة، فهناك أطراف عديدة تعمل سرا لكسر تزعم الجزائر اقتصاد افريقيا، فـ امريكا و على سبيل المثال تعتبر كطرف نافذ في الكواليس يقف وراء الأزمة بين الجارتين الجزائر و المغرب، ولذلك كانت هناك زيارة في أوت الماضي من طرف وزير خارجية اسرائيل يائيير لابيد للرباط قام على اثرها الطرفان بتدشين خط طيران مباشر بين المغرب و اسرائيل بإيعاز من الجانب الأمريكي كرد على غلق المجال الجوي الجزائري في وجه الطيران المغربي ليس حبا في المغرب لأنه و ببساطة دولة جد ضعيفة تفتقر حتى الى اساسيات العمل العسكري ناهيك عن إحتلاله المراتب الأخيرة دوليا في القوة العسكرية.
كما يشير الخبير في العلاقات الدولية ” محمد الأمين مروش ” الى نقطة جد مهمة و هي محاولة إعادة سيناريو العراق بالجزائر، فنظام الشهيد صدام رحمه الله ارتكب عديد الأخطاء و التي أبرزها دخوله خط الإستفزازات مع الكويت التي انتهت بشن الحرب مع هذه الأخيرة و تقديمه سبيا مباشرا للتدخل الأمريكي انتهى بسقوط العراق، عكس رؤية القيادة الحالية الجزائرية التي لها ميزة سبق الأحداث بحكم قراءتها الصحيحة للأحداث و تتوفر على المعلومة و البصيرة وحسن التصرف و الجاهزية المطلقة اذ نحن في الجزائر نعرف حق المعرفة ان نظام المخزن يعمل بالإيعاز و يفتقر الى عنصر استقلالية القرار و ندرك جيدا أن من يملي على المغرب تصرفاتها الإرتجالية لا يستطيع بطريقة او بأخرى الدخول في مواجهة مباشرة مع الطرف الجزائري هو اصلا يعلم حجم الخسائر التي ستلحقه بعدها، فالمؤامرة ضد الجزائر حقيقة و هي مكتملة الأطراف و الأركان و ندرك خلفيات اطرافها و مبتغاهم و ما يصبون إليه و لذلك الجزائر متأنية سلسة في مسارها لعلمها و دراستها أن أي صدام مستقبلا سيكون بمثابة دق المسمار الأخير في نعش الدول التي تريد ضرب أمن واستقرار الجزائر.