الواجهةسياسة

قمة الجزائر النوفمبرية بين الدلالات والرهانات

(بلايطي فاطمة) – إن التوقيت المسطر لانعقاد القمة العربية في تاريخ الأول من نوفمبر ليس وليد الصدفة، فالمتمعن لهذه الدلالات والأحداث الحاصلة يجد أن الجزائر سعت خلال هذا التوقيت لإيصال رسائل وإيحاءات للعالم أن التغيير سيكون من أرض الجزائر التي جددت مجرى العديد من الأحداث.
إن ثورة نوفمبر المجيدة كانت المنطلق للإطاحة بأكبر قوة إستعمارية وأحد أركان حلف الناتو ،فبفضل الله وتجند الشعب الجزائري وإلتفافه حول الثورة المجيدة استطاعت الجزائر أن تكتب إسما ثوريا على الصعيد العالمي ،حيث ساندت جميع حركات التحرر والقضايا العادلة.

إن الجزائر اليوم ستشهد حدثا عربيا برمزية ثورية تسعى من خلاله أن تقول للعالم وللدول العربية لابد أن يكون تفكيرنا ثوريا ومحررا لقراراتنا السياسية، فلايوجد أفضل من هاته الفرصة حيث البيئة الدولية اليوم منقسمة على صراعات ثنائية تستطيع خلالها الشعوب التي تنشد تغيير أوضاعها السياسية و الإقتصادية اغتنامها.

إن الجزائر اليوم كدولة تملك مقومات الريادة الإقليمية تدعو الدول العربية لتوحيد جهودها ومواقفها للوصول إلى توحيد الصف العربي ، وهذا مانشهده خلال المجالس التحضيرية للقمة العربية فقد طرحت الجزائر في الجانب الإقتصادي أن تركز الدول العربية على الأمن الغذائي و ذلك بزيادة انتاج القمح وبجودة عالية نظرا للإمكانيات التي تتوفر عليها هاته الدول، فتمكنها من تحقيق ثروة غذائية منافسة للدول المتطورة كنتيجة للأزمة الغذائية العالمية جراء جائحة كوفيد19، ولن يحصل ذلك إلا بإرادة سياسية حقيقية توصلها إلى تكامل إقتصادي ثم سياسي ما سيعزز مكانة الدول العربية ويقوي صوتها على الصعيد العالمي.

أما الرمزية الثورية الثانية نجدها في إيحاءات لم الشمل الفلسطيني الذي كان تمهيدا لدعم القضية الفلسطينية على الصعيد العربي و ذلك بالتأكيد عليها ضمن أجندة اللقاءات العربية . إذن الجزائر ستسعى خلال هاته القمة إلى إعادة صياغة ملف التعامل مع قضايا الإستعمار العالقة في الوطن العربي و كيفية التعامل مع الأزمات العربية وذلك بإيجاد آليات جديدة للحوار العربي-العربي وتطويره بإحداث تغيير جذري يشمل القضايا العربية التي تنتظر حلول منذ عقود.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button