دعا ممثل جبهة البوليساريو بالامم المتحدة والمنسق مع البعثة الاممية لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو), محمد سيدي عمار, مجلس الامن الى ضرورة الوعي الجدي بخطورة التطورات الناجمة عن العدوان الذي يشنه الاحتلال المغربي على الأراضي الصحراوية, مشددا على أنه لا يمكن أبدا قيام أي عملية سلام ما دامت دولة الاحتلال مستمرة في أعمالها الترهيبية والقمعية ضد المدنيين الصحراويين.
و في تصريح ل”وأج”, عشية انعقاد جلسة مشاورات لمجلس الأمن الدولي حول المينورسو يوم غد الأربعاء, أوضح سيدي عمار ان جلسة المشاورات هذه تأتي تطبيقا للفقرة 10 من منطوق القرار 2602 (2021) الذي اتخذه مجلس الأمن في 29 أكتوبر الماضي, والذي طلب فيه من الأمين العام أن يقدم إحاطات إلى المجلس على فترات منتظمة, بما في ذلك في غضون ستة أشهر من تاريخ تجديد ولاية بعثة المينورسو, حول تنفيذ هذا القرار وعن التحديات التي تواجهها عمليات البعثة والخطوات المتخذة للتصدي لها.
ولفت المسؤول الصحراوي إلى أنه من المتوقع أن يقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا, أول إحاطة له منذ تعيينه في هذه المهمة في شهر أكتوبر من العام الماضي, حيث يرجح أن يخطر المجلس حول نتائج الزيارة التي قام بها إلى المنطقة في شهر يناير من هذا العام ولقاءاته أولا مع طرفي النزاع, الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) والمغرب, ثم بعد ذلك مع البلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا.
وحسب ممثل البوليساريو, يتوقع أن يقدم الممثل الخاص للأمين العام للصحراء الغربية ورئيس بعثة المينورسو, ألكسندر إفانكو, خلال الجلسة إحاطة حول التطورات الميدانية في منطقة البعثة في ظل استمرار حالة الحرب بسبب قيام دولة الاحتلال المغربية بنسف وقف إطلاق النار لعام 1991 يوم 13 نوفمبر 2020, مما فرض على الشعب الصحراوي استئناف كفاحه التحريري المشروع
ارتكان المجلس إلى سياسة “ترك الأمور على حالها المعهود” تتسبب في تعقيد الاوضاع=
وتأسف سيدي عمار كون اجتماع مجلس الامن يعقد في ظرف يطبعه استمرار دولة الاحتلال المغربية في حربها الموازية وأعمالها الترهيبية والانتقامية ضد المدنيين والنشطاء الصحراويين في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية.
وهو الامر الذي يتطلب, كما قال, “ردا قويا من طرف مجلس الأمن, خاصة أن هناك دولا أعضاء في المجلس تتمسك بضرورة إيلاء العناية اللازمة لموضوع حقوق الإنسان وضرورة القيام بعمل ما في هذا الاتجاه كجزء أساسي من عملية السلام”.
وأكد في نفس الوقت أنه “لا يمكن أبدا قيام أي عملية سلام ما دامت دولة الاحتلال المغربية مستمرة, في ظل الإفلات التام من العقاب في أعمالها الترهيبية والقمعية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان وكذلك حربها العدوانية المستمرة على الشعب الصحراوي”.
كما أن استخدام دولة الاحتلال المغربية لأسلحة الدمار, بما في ذلك الطائرات المسيرة, في حربها العدوانية الجارية على الشعب الصحراوي هو أيضا موضوع يثير قلقا بالغا على مستوى الأمم المتحدة حيث تسبب استخدام مثل تلك الأسلحة الفتاكة في قتل العشرات من المدنيين الصحراويين من دون وازع وفي قتل مدنيين ومواطنين من بلدان مجاورة أثناء عبورهم الأراضي الصحراوية المحررة”, يقول الدبلوماسي الصحراوي.
وبالرغم من ان جبهة البوليساريو “لا تنتظر الكثير” من جلسة الغد, إلا أنها, يضيف المتحدث, “تستمر في مطالبة المجلس بضرورة الوعي الجدي بخطورة التطورات على الأرض الناجمة عن العمل العدواني الذي شنته دولة الاحتلال المغربية يوم 13 نوفمبر 2020”.
وهنا أكد سيدي عمار على ضرورة “ترجمة الوعي بخطورة الأوضاع إلى إجراءات ملموسة للتعامل الجاد مع تلك التطورات”, مبرزا أن استمرار المجلس في الارتكان إلى سياسة “ترك الأمور على حالها المعهود هي التي اوصلت الأمور إلى ما نحن عليه الآن”.
وتابع يقول أنه رغم ما سيتمخض عن الجلسة ومهما كانت الخطوات القادمة التي سيتخذها مجلس الأمن في إطار تفعيل عملية السلام, فإن “الحقيقة الراسخة هي أن قضية الشعب الصحراوي قضية عادلة ويقين شعبنا قوي وراسخ بحتمية النصر مهما كلف ذلك من تضحيات”.
وعليه -يضيف المسؤول الصحراوي-, فإنه “مهما صعدت دولة الاحتلال المغربية من بطشها وترهيبها ومهما حشدت من أسلحة دمار ومهما استقوت به من تحالفات, فإنها لن تنال أبدا من عزيمة الشعب الصحراوي وتصميمه القوي على مواصلة كفاحه التحريري لبلوغ أهدافه المقدسة وغير القابلة للمساومة في تقرير المصير وبسط السيادة على كامل ربوع الجمهورية الصحراوية”.
وفي هذا الإطار, جدد سيدي عمار “التزام جبهة البوليساريو الجدي” بالعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية على أساس قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ذات الصلة.