مجلة عالمية : فرنسا لم تعد قادرة إملاء شروطها على الجزائر
توقّعت مجلة “إي.أس.أن” العالمية المتخصّصة في أخبار الأسواق وسلاسل التوزيع عبر العالم، أن تعيد الحكومة الفرنسية تشكيل نهجها التجاري مع الجزائر، مشدّدة على أن البلد العربي أظهر في السنوات الأخيرة سيادته من خلال مطالبته بمعاملة عادلة في التجارة العالمية -وهي بذلك- أي الجزائر، بصدد قيادة الاستقلال التجاري للقارة الإفريقية، في وقت صارت فيه باريس تدرك أنه لم يعد بإمكانها إملاء شروطها على دول القارة السمراء.
وجاء في منشور للمجلة على موقعها الرسمي على الأنترنت، تحدث عمّا وصفه بالعهد الجديد في علاقات فرنسا التجارية مع الجزائر، أن البلد العربي (الجزائر) قد أظهر موقفا قويا ضد “أساليب التفاوض التي عفا عليها الزمن”، موضّحة في هذا الصدد، أنه من خلال قطع العلاقات مع إسبانيا على خلفية ملف الصحراء الغربية، بعثت الجزائر برسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن تجاهل القضايا السياسية في مجال الأعمال التجارية، بالمقابل، حافظت على علاقات تجارية قوية مع حكومة اليمين في إيطاليا، مما يدل، حسبها، على أن الأعمال التجارية يمكن أن تتجاوز السياسة.
وترى المجلة، أن فرنسا بصدد التكيّف مع واقع جديد، وهي تدرك أنه لم يعد بإمكانها إملاء شروطها على الدول الإفريقية، موضّحة أن الجزائر، باعتبارها رائدة في هذا التغيير، تطالب بشراكات عادلة ومتساوية.
وقالت المجلة في هذا الصدد: “من المرجّح أن تتعامل الحكومة الفرنسية القادمة مع الجزائر وإفريقيا ككل بنفس الاحترام الذي تعامل به نظيراتها الأوروبية”.
من جهة أخرى، أشارت المجلة إلى أن الجزائر قد انتهجت مقاربة أكثر ليونة مع إسبانيا في الفترة الأخيرة، موضّحة أنه بعد توتر العلاقات بين البلدين، تحاول إسبانيا الآن إعادة بناء شراكتها مع الجزائر، معتبرة أن هذا التغيير يسلّط الضوء على نفوذ الجزائر المتزايد وقدرتها على تحديد شروطها في التجارة الدولية.
وكما هو معلوم، فقد فتحت الجزائر باب الاستيراد من إسبانيا قبل أيام، بعد مقاطعة تجارية استمرت منذ جوان 2022، على خلفية الموقف الانقلابي لرئيس حكومتها بيدرو سانشيز بشأن النزاع في الصحراء الغربية، وإعلان انحيازه للطرح المغربي بشأن الحكم الذاتي المزعوم كحل للقضية والذي ترفضه جملة وتفصيلا جبهة البوليساريو، بصفتها ممثل الشعب الصحراوي الوحيد.
وختمت المجلة منشورها بالتأكيد على أن فصلا جديدا في العلاقات التجارية الفرنسية – الجزائرية قد أخذ في التشكل والظهور، حيث سيحدّد الاحترام المتبادل والاتفاقات المتوازنة ملامح هذا المستقبل، معتبرة أن موقف الجزائر الثابت يمهّد الطريق لعهد جديد من الشراكة المتكافئة في إفريقيا.