يروي مدير شؤون الأرض الصحراوية المحتلة، عبد الله اسوليم في لقاء مع DZ-54 معاناة الشعب الصحراوي في المدن المحتلة، بعد قرار. العودة الى الكفاح المسلح، ردا على العدوان العسكري المغربي على منطقة الكركرات و خرقه السافر لاتفاق وقف اطلاق النار، كما يتحدث عن معاناة الاسرى الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي و معاناة عائلاتهم التي تقطع مئات كيلو مترات في سبيل زيارة قد تتحقق و قد لا تتحقق.
ماهي المعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي داخل الأرض المحتلة بعد استئناف الكفاح المسلح؟
فور خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار في الثالث عشر نوفمبر 2020 بهجومه الغادر على مدنيين صحراويين بمنطقة الكركرات وفتحه لثغرة غير قانونية بجدار الذل على حدود الصحراء الغربية مع موريتانيا صعدت سلطات الاحتلال في الأراضي المحتلة من قمعها ضد شعبنا بتشديدها لحصارها العسكري وتعزيز مراقبتها في نقط التفتيش عند مداخل ومخارج المدن والزيادة من عدد الدوريات على متن المركبات او الراجلة لتعزيز حالة الخوف والرعب في صفوف المواطنين وتثبيت حراسات في الشوارع والازقة والاحياء التي يقطنها صحراويون دون الحديث عن ادامة المراقبة المستمرة لمنازل نشطاء ومناضلين صحراويين من طرف عناصر جهازي الاستعلامات العامة والديستي .
وشهدت هذه الفترة حملة اختطافات في مدن العيون والسمارة وبجدور انتهت بسجن شبانا يافعين ومتابعة اخرين بسبب مشاركتهم في مظاهرات داعمة لقرار الجبهة الشعبية استئناف الكفاح المسلح وداعية لاستقلال الصحراء الغربية الكامل والتام. وتعرض الموقوفون والمعتقلون الى تعذيب جسدي ونفسي خلال استنطاقهم من طرف جلادين مغاربة وتمت مداهمة عديد المنازل في جنح الظلام او في وقت مبكر بغاية زرع حالة من الرعب والخوف في أوساط المناضلين وذويهم لثنيهم عن الاستمرار في مقاومتهم السلمية ضد الاحتلال.
عموما، الصحراويون يعيشون وضعا صعبا للغاية فهم بين مطرقة القمع المغربي الوحشي وسندان تراخ دولي اذ لا وجود لمراقبين ولا اعلام دولي يشهد وينقل جرائم المغرب للراي العام الدولي.
ولا تفوتني الإشارة الى ان الاحتلال قد استغل ظروف جائحة كورونا لشل حركة المقاومة الصحراوية ومساهمته في رفع نسب الوفيات في أوساط المصابين الصحراويين بذاك المرض وامراض أخرى اما عن اهماله المتعمد او في وضعية وحالة المستشفيات التي تفتقر الى المعدات الأساسية والطواقم الطبية ذات الكفاءة المهنية وهو ما أدى فعلا وبشكل جلي الى المس عمدا من الحق في الحياة والحماية السلامة الجسدية والمعنوية للفرد مثلما هو محدد في الصكوك الدولية ذات الصلة.
هلا تحدثت لنا عما يتعرض له المناضلون في مجال حقوق الانسان من تضييق وحصار ؟
فرضت سلطات الاحتلال حصاراً مشددا على منازل المناضلين في المدن المحتلة ولم تخضعهم فقط لإقامات جبرية مستمرة بل انها منعت عنهم الزيارة حتى من افراد اسرهم وقامت بتعنيف من تجرأوا على فعل ذلك والاعتداء عليهم بالضرب ولعنهم وشتمهم هذا بالإضافة الى منع اخرين من السفر او التنقل بين المدن.
نية الاحتلال من ذلك كان منع أي تجمع او فعل نضالي يكون شرارة مظاهرات او رد فعل جماهيري ضده وهو ما يفسر حملة القمع التي شنها بالتزامن مع خرقه لوقف إطلاق النار التي انتهت بالزج بالعديد من الشبان في السجون وملاحقة اخرين وزرع الرعب والخوف في أوساط المواطنين. واستدل بحالتين انيتين الأولى للمناضلة والناشطة الحقوقية الاخت سلطانة خيا التي تعرضت للتوقيف والضرب وتعريتها من ملابسها والعبث بأغراضها بتاريخ 19 نوفمبر بنقطة الشرطة شمال بجدور فور عودتها من زيارة الى اسبانيا، قبل ان تتعرض هي وافراد من عائلتها من جديد للاعتداء والتعنيف من طرف قوات الاحتلال ووضعهم رهن إقامة جبرية ومنع الزيارة عنهم، وهو وضع لايزال مستمر من يوم 19 نوفمبر إلى غاية اليوم.
والثانية للناشطة الحقوقية والمختطفة السياسية السابقة فاطمة دهوار وضعت هي الأخرى تحت رقابة من طرف أجهزة الاستعلامات منذ 12 يناير الجاري وتم تقييد تنقلاتها وترهيب أبنائها الصغار تهديد افراد اسرتها استشهدت لنموذجين فقط من ضمن مئات الحالات للحصار المضروب على النشطاء والمناضلين التي أضحت يومياتهم مليئة بتجارب قمع لجلادين ساديين لا مكان للأخلاق والإنسانية في اجنداتهم دون الحديث عما يتعرض له المناضلين والنشطاء والمدونين والإعلاميين لإدانات بأحكام ظالمة في محاكمات صورية او قطع لمصادر ارزاقهم وغيرها من اشكال الانتقام
الشيوخ والأطفال لم يسلموا من قمع القوات المغربية هل لك ان تضعنا في الصورة ؟
اكيد نحن امام احتلال لا يميز بين الصحراويين في قمعه والمؤكد انه لا يولي اهتماما في تعرض الفئات الهشة لقمع قواته والمعروف ان اغلب ضحاياه يكونون في العادة من الشيوخ والأطفال والنساء بل ان الجلادين يتباهون ويتنافسون في ابداع أساليبهم الوحشية وتكون مبررات لترقيتهم في مناصب اعلى وهنا اذكر مؤخرا بما تعرضت له والدة سلطانة خيا الام امنتو امبيريك الناجم التي تجاوز عمرها الثمانون عاما وتعاني من امراض مزمنة (السكري والضغط الدموي) ، فقد أصيبت اثر هجوم اعقب اقتحام قوات الاحتلال منزلها بإصابات خطيرة على مستوى الرأس والامر هو ما قامت بها سلطات الاحتلال من اصدار تعليمات لمسؤولي قطاع الصحة في بجدور من عدم نقلها الى العيون للعلاج ومنع ابنتيها الواعرة وسلطانة سيدابرهيم خيا من مرافقتها.
وما تعرضت له التلميذة القاصر حياة احمد سيديا الديه (12سنة) في 16 نوفمبر 2020 من اعتقال من اعدادية النهضة الى احد مراكز الشرطة اين تعرضت لسوء المعاملة والترهيب والتهديد بالقتل و الاغتصاب وارغامها على ترديد نشيد المغرب وذلك بسبب ارتدائها لقميص رسم عليه علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتم استدعاؤها للاستنطاق مرة أخرى في 19 من نفس الشهر، ولكم ان تتصوروا حالة الرعب والخوف اللذان دبا في نفسها واثرا على مسارها الدراسي والاجتماعي والنفسي.
وقضية تعرض القاصرين يحيى محمدو الطالب ” ( 17 سنة ) و ” البخاري محمدو لحميدي ” ( 14 سنة ) و ” نصر الله بايا ” ( 14 سنة )في بجدور الى الاعتقال والتعذيب و المحاكمة قبل الإفراج عنهم بكفالة مالية
س 04 : ماذا عن معاناة الاسرى بسجون الاحتلال المغربي ومعاناة عائلاتهم أيضا ؟
نتيجة للوضع القانوني للصحراء الغربية المصنفة ضمن البلدان الخاضعة لتصفية الاستعمار، وموضوع نقاش سنوي في اللجنة الرابعة وطبقا لقرارات وتوصيات الأمم المتحدة ولقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي التي لا تعترف بالاحتلال المغربي مارس ويمارس هذا الأخير كل اشكال الانتهاكات لفرض سلطته الغير شرعية طبعا ومن ضمن ما مارسه ويمارسه الى اليوم جرائم الاختطاف والاعتقالات التعسفية ضد الصحراويين المطالبين بحق شعبهم في تقرير المصير والاستقلال. فالمحاكمات سواء المدنية منها او العسكرية هي محاكمات باطلة وتخالف بشكل واضح وجلي قواعد القانون الإنساني الدولي، ويترتب عن ذلك مسالة المسؤولين المغاربة ويضع قضية ملاحقتهم في المحاكم الدولية مسالة مشروعة وممكنة.
المؤسف ان ما يتعرض له الاسرى الصحراويون في سجون الاحتلال لم يحظ بما يستحق لوضع قضيتهم في ردهات المحاكم الدولية طالما كل المنظمات والهيئات الدولية بما فيها التابعة للأمم المتحدة فندت الادعاءات المغربية بل ان منها من ادان الدولة المغربي كلجنة مناهضة التعذيب في قضية النعمة عبدي الاصفاري وكشف الواشنطن بوست ومختبر باركلي لحقوق الانسان لكذب وتناقض الاحتلال في تقارير التي قدمها لتبرير اعتدائه الوحشي على الصحفي والناشط وليد السالك البطل.
وعموما لا يمكن وصف معاناة الاسرى الصحراويين المليئة بالجراح في مقال قصير، هم في الحقيقة رهائن لدى المغرب يسومهم سوء العذاب وتتجاوز تلك المعاناة أجساد هؤلاء الوطنيين وأنفسهم المخلصة لتصل الى ذويهم الذين أفقرهم وأنهكهم المحتل بقمعه وتمييزه وظلمه، يضطرون الى السفر مئات الكلمترات لزيارات قد تتحقق وقد لا تتحقق …. يتم التحرش بهم وسلب وسرقة حتى ما يجلبونه للأسرى
ولا يسعنى هنا الا ان اذكر بوضع الاسرى في زنازن انفرادية وتحريض سجناء الحق العام للاعتداء عليهم في فترة الفسحة التي لا تتعدى عادة النصف ساعة يوميا والعبث بأغراضهم البسيطة ومنعهم من حقهم في الزيارة وحقهم في العلاج واكمال دراساتهم وهي امر تتناقض والتزامات دولة الاحتلال الدولية ولقواعد القانون الإنساني الدولي المطبق على نزاع الصحراء الغربية المسلح.
ماهي رسالتكم للمنظمات الحقوقية الدولية ؟
نطالب بضرورة تحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لمسؤولياتهما فيما يتعلق بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وبالإفراج عن جميع الاسرى المدنيين الصحراويين بكل السجون المغربية الرهيبة وبالسجن لكحل بالعيون المحتلة دون قيد او شرط .
– ندعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ونحثها على زيارة ضحايا الانتهاكات المغربية من المدنيين. كما نذكر اللجنة أيضا بضرورة تفقد أوضاع الاسرى المدنيين الصحراويين بمختلف السجون المغربية
ـ فتح الأرض المحتلة من الجمهورية الصحراوية أمام وسائل الإعلام والمراقبين الدوليين والشخصيات والوفود البرلمانية الدولية ونحث على وضع آلية أممية لحماية ومراقبة حقوق الإنسان والشعوب والتقرير عنها بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية .
من منطلق ان الشعب الصحراوي هو السيد على ثرواته الطبيعية، وان كل استغلال غير شرعي لتلك الثروات، هو خرق سافر للقانون الدولي ، فإننا نطالب هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى حماية ثروات الشعب الصحراوي ووضعها تحت الحماية الاممية، وإلغاء كل الاتفاقيات التي تشمل خيرات الصحراء الغربية.