بلايطي فاطمة الزهراء/ مع تواصل الإنبعاثات و تتسارع الأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ حيث تدعو تقارير الخبراء إلى إعتماد سياسة التخفيف من الإنبعاثات والتكيف مع انعكاساتها لمواجهة التحديات البيئية التي تنتظر دول العالم.
يعد مؤتمر المناخ ملتقى تتشارك فيه الدول مع نشطاء في المجال البيئي و ممثلي المجتمع المدني لإتخاذ إجراءات تقلل من آثار التغير المناخي على الأرض. حيث تلتقي قرابة 200 دولة في شرم الشيخ المصرية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27) كفرصة جديدة لمكافحة التحولات البيئية الراهنة، مع الإصرار على إلتزام الدول الكبرى بالخفض من الإنبعاثات ومساعدة الدول الصغيرة على مواجهة آثارها في ظل غياب زعماء الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين و بريطانيا.
تحضر الجزائر اليوم بقيادة رئيس الجمهورية هذه القمة بأسبقيتها في المرافعة عن قضايا المناخ والدفاع عن الطرف الضعيف والمتضرر في هذه المعادلة الغير متكافئة الأطراف، حيث رفضت الجزائر أن تعالج قضايا المناخ بفرض عراقيل على الدول النامية والتي ستحد من تطورها الإقتصادي، فالتزمت في العديد من الفرص بتقليص الإنبعاثات الغازية المسببة في إرتفاع درجة حرارة الأرض حالما تستفيد من المساعدة المالية والتكنولوجية اللازمة لذلك.
لقد أعدت الجزائر مخططا وطنيا للمناخ بين 2020 و 2030 حيث ركزت على مكافحة الإنعكاسات السلبية للتغيرات المناخية المفاجئة و على انخفاض مستوى الإنتاج الفلاحي وكذلك مستوى المياه التي تراجعت نوعيتها، وزيادة الطلب على الطاقة بالإضافة إلى تراجع التنوع البيئي فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات التي تشكل خطرا على الدول فهي في تزايد، فأصبح من الظروري تكاثف الجهود الدولية لإيجاد آليات مشتركة لمكافحة الحرائق على المستوى العالمي، فهناك العديد من الدول لا تستطيع مواجهة الحرائق في ظل محدودية آليات إخمادها واقتصارها على الدول المتطورة.
إن أهم رهان يطرح في هذا المؤتمر هو تخفيض انبعاث الكربون بحلول 2050 حسب وكالة الأنباء الجزائرية مع الإبقاء على درجة حرارة الأرض في حدود 1٫5درجة، ولن يكون ذلك إلا بإلتزام دولي جدي وتخليها عن الممارسات المدمرة للبيئة، كما لا ننسى التغير الجديد في الساحة الدولية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية فقد برزت أزمة الطاقة التي ألقت بظلالها على إقتصاد الدول الكبرى التي اتجهت إلى مصادر الطاقة الملوثة كالفحم الحجري لتدوير عجلة اقتصادياتها مازاد من حدة الإنبعاثات الملوثة، فكيف ستتعامل دول العالم مع هذه الملفات الثقيلة؟