لن ننسى… مملكة الخيانة والغدر
لما أطفأت فوهات البنادق الجزائرية ”نار الاستعمار الفرنسي ومعه حلف الناتو” صيف جويلية 1962 والتفت الجزائريون قيادة وشعبا لفرحة الاستقلال وما ينبغي صنعه في قابل السنوات لإعادة قيام الأمة الجزائرية ،كانت “عيون الخيانة الشقيقة” تراقب عن قرب ميلاد ”دولة جزائرية ثائرة“ رأسمالها الحقيقي مليون ونصف مليون نفس جزائرية استأثرت الموت لحياة هذه الدولة والأمة من جديد ، لكن هذه “الحقيقة الصادحة” في المحافل الدولية والإنسانية كمصدر فخر لأحرار العالم وكافة الشعوب المناهضة للعبودية والاستعمار سرعان ما اصطدمت بـــ ”غدر الأشقاء المغاربة” بعد عام وبضعة أشهر من الاستقلال فيما اصطلح على تسميته بحرب الرمال التي قدمت فيها الجزائر 800 شهيد في أول حرب حفاظا على وحدتها الترابية.
بينما كانت الجزائر دولة وشعبا تلملم جراحاتها وتحصي شهداءها وأراملها وأيتامها وينتظر الأبناء آباءهم العائدون من جبهات الشرف والشهادة وغيابات السجون الفرنسية والمنفيين إلى ما وراء البحار علها تكون بلسما لجراحاتهم الغائرة والممتدة في مسافة قرن و32 سنة، فاجأهم ”المغاربة كنظام حكم” بأطماع استعمارية مزعومة على ولايتي تندوف وبشار في شهر أكتوبر 1963، حيث بدأ “نظام المخزن” مطالبات للتوسع داخل هذه المناطق ،متناسيا أن الحدود ترسمها وتحددها مقابر الشهداء قبل كل شيئ. بل وكأني به يقول للثوار الجزائريين” اذهبوا وقاتلوا أنا هاهنا قاعدون … ولما تنتصروا على اعدائكم تعالوا وامنحونا وطنا وأرضا جديدة مزينة أطرافها بدماء شهدائكم مجانا ؟”.
رغم أن الجيش الجزائري، المتكونة صفوفه من محاربي جيش التحرير الوطني كانت لا تزال غير مؤهلة وموجهة نحو حرب مباشرة، حيث كان قليل المعدات الثقيلة مقارنة بالجيش المغربي الذي كان يمتلك تجهيزاً حديثاً وكان مدعوماً من قوى الغرب الإمبريالية. فقد مرغ أنوفهم جميعاً في رمال الصحراء وهزمهم شر هزيمة، وأستعاد أبطالنا كل ذرة تراب من جزائرنا الحبيبة.
حرب الرمال بقيت وستبقى“وصمة خزي” على جبين “نظام المخزن” الخائن العميل الذي لم يتورع قيد أنملة عن الإساءة إلى “حق الجيرة ” كما فعل أسلافه مع المجاهد العظيم الأمير عبد القادر الجزائري.