تصعيد أمني خطير على الحدود الجزائرية-المالية

أعلن المتحدث الرسمي باسم جبهة تحرير الأزواد، محمد المولود رمضان، عن وقوع ضربة جوية استهدفت مركبة تنقيب عن الذهب بالقرب من منطقة تين زاواتين الحدودية مع الجزائر، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين. وجاءت هذه الحادثة ضمن سلسلة من التصعيدات العسكرية الأخيرة في المنطقة .
وكانت القوات المسلحة الجزائرية قد أسقطت مؤخراً طائرة مسيرة اخترقت المجال الجوي الوطني لمسافة كيلومترين، وفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع الوطني. وتشير الوقائع إلى أن الضربات الجوية المماثلة في شمال مالي أصبحت تتكرر بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، مما أثر سلباً على استقرار المنطقة بأكملها .
وتجدر الإشارة إلى أن جبهة تحرير الأزواد تمثل الإطار السياسي الموحد للحركات الأزوادية في شمال مالي، بعد أن توحدت تحت مظلتها كافة الفصائل الناشطة في المنطقة قبل أربعة أشهر. وكانت هذه الحركات تعمل سابقاً بشكل منفصل أو ضمن تنسيقية “الإطار الاستراتيجي للسلام والتنمية والأمن”، أو عبر لجنة الحوار الدولية التي ترأسها الجزائر وتضم ممثلين عن منظمات دولية وإقليمية.
يذكر أن الجزائر لعبت دوراً محورياً في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في مالي، حيث توجت جهودها بتوقيع اتفاق السلام والمصالحة عام 2015 الذي حافظ على هدنة نسبية لسنوات. إلا أن هذا الاتفاق شهد تجميداً للعمل به العام الماضي نتيجة التدهور الأمني المتصاعد وتزايد الاستفزازات المتبادلة، مما أدى إلى عودة العنف المسلح وتصاعد حدة المواجهات في المنطقة.
هذه التطورات تبرز التوتر المستمر في المنطقة وتأثيره على الأمن الحدودي الجزائري، خاصة في ظل تصاعد العمليات العسكرية المالية التي تستهدف المناطق الحدودية .