أخبار أمنيةالواجهةحواراتسياسة

خبير أمني فلسطيني لـ DZ-54 : إسرائيل تسعى إلى التواجد العسكري والإستخباراتي بالمغرب لأهداف إستراتيجية

الباحث رامي أبو زبيدة المختص بالشأن العسكري والأمني في حوار خاص مع“DZ-54”

“تطبيع المغرب مع إسرائيل تشجيع على استباحة الدم الفلسطيني “

يرى الباحث الفلسطيني المختص بالشأن العسكري
والأمني رامي أبو زبيدة ان نظام المخزن يتمادى بخطواته في تطوير مسار التطبيع مع إسرائيل ، ليشكّل بوابة لاختراق دول المغرب العربي، معتقداً أنَّ مثل هذا التمادي يمكن أن يشكل عامل قوة داخلية له ، مؤكدا تحول النظام المغربي إلى نظام وظيفي تستخدمه إسرائيل لتحقيق أهدافها في المنطقة، وأن زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني سيكون لها العديد من التداعيات والأثار ذات البعد العسكري والأمني التي تضر بالأمن القومي العربي سواء على المدى القصير أو البعيد، واشعال فتيل الخلافات والصراعات وتعميقها بين المغرب والجزائر، فالتطبيع هو المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف الأمة العربية وتقسيمها إلى دويلات.
حاورته: حاج موسى حفيظة
بعد سنة من اعلان المغرب تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، مع زيارة وزير دفاعها غانتس الرباط ما هي الدلالة التي تحملها هذه الزيارة والاتفاق الأمني بين المغرب والكيان الصهيوني؟
يتمادى المغرب بخطواته في تطوير مسار التطبيع مع إسرائيل، ليشكّل بوابة لاختراق دول المغرب العربي، معتقداً أنَّ مثل هذا التمادي يمكن أن يشكل عامل قوة داخلية له ، أو يساعد في تحسين أوضاعه داخليا وخارجيا، سواء الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية ، إذ يعدّ رابع دولة عربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل برعاية أميركية العام الماضي بعد الإمارات والبحرين والسودان
• في اعتقادك هل المغرب في حاجة الى شراء الأسلحة و هل يشعر بتهديد بعد ان أقدم على طلب اقتناء طائرات مسيرة من اسرائيل؟
المخطط الإسرائيلي انطلاقاً من المغرب هو من اجل تحقيق أهداف إسرائيلية استراتيجية، إذ إنَّ التمادي المغربي في التطبيع يحوّل النظام المغربي إلى نظام وظيفي تستخدمه إسرائيل لتحقيق أغراضها في المنطقة، ربما أولى هذه الأغراض تتمثّل ببناء قواعد لها في المغرب، ثم التغلغل أكثر في الدول المغاربية
• ما انعكاسات تطبيع العلاقات المغربية مع اسرائيل على القضية الفلسطنية هل يمكن اعتبارها خيانة للقضية ؟
انعكاس التطبيع السياسي والأمني مع اسرائيل، يستهدف عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي والإسلامي والإنساني، ويوما بعد يوم تتضح الأهداف الإسرائيلية من عملية التطبيع مع العرب، متجاوزة المكاسب والأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية على أهميتها ، وصولا للأبعاد العسكرية والأمنية، فالصهاينة يعدون الفوائد، التي سيجنونها، مع اتساع رقعة التطبيع العربي/ الاسرائيلي ويسعون لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية لدى الرأي العام العالمي وحتى في الأوساط العربية والإسلامية ، ودراسة كل العوامل المؤثرة في هذه البيئات والعمل من أجل تعزيز الانقسامات المذهبية والمجتمعية والسياسية ، وإضعاف الإيمان والقناعة بقدرة وقوة المقاومة الفلسطينية والتقليل من قيمة القدرات الأمنية والعسكرية لدى المقاومة، والعمل من أجل اختراق مختلف البيئات والاستفادة من الخلافات والصراعات السياسية و الاختلاف المذهبي أو الاجتماعي من أجل اخترق هذه المجتمعات، وتغيير القناعات والآراء من أجل تسهيل عمليات التطبيع وتحويل المعركة نحو أعداء آخرين يتم اختراعهم عبر استغلال الخلافات السياسية.
• هناك مجتمع مدني وجمعيات مغربية واحزاب سياسية تعارض التطبيع داخل المغرب، حيث خرج ملايين للمتظاهرين عبر التراب المغربي رافضين و منددين بشدة زيارة وزير الدفاع الصهيوني ، برأيك هل يمكن ان يأثر قرار الشعب المغربي على القرار الملكي؟ او كيف سيقنع نظام المخزن هذه الاطراف بأهداف هذه الزيارة؟
هناك رفض شعبي واضح لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يتآمر على وحدة المغرب والتطبيع يتنافى مع موقف الشعب المغربي وقواه الحية، وينتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه ونشهد حراك جديد بالمغرب لكن واضح ان النظام لا يعيرها أي اهتمام ويتمادى في طريق التطبيع والتعاون مع الكيان بما يصب في مصلحة فئة بعيدة عن نبض الشعب المغرب
• ما هي انعاكاسات هذه الزيارة خاصة مع توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب؟
زيارة غانتس هذه تتزامن مع وضع إقليمي متوتر بين المغرب والجزائر مع إعلان الأخيرة في أوت الماضي قطع علاقاتها مع الرباط بسبب “أعمال عدائية” قام بها نظام المخزن ضد الجزائر ، فضلا عن إعلان جبهة البوليساريو “تكثيف” عملياتها العسكرية ضد قوات الإحتلال المغربية في الصحراء الغربية، حيث سيكون لها العديد من التداعيات والأثار ذات البعد العسكري والأمني التي تضر بالأمن القومي العربي سواء على المدى القصير أو البعيد، واشعال فتيل الخلافات والصراعات وتعميقها بين المغرب والجزائر، فالتطبيع هو المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف الأمة العربية وتقسيمها إلى دويلات، من خلال مختلف الوسائل العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية.
وتسعى إسرائيل من خلال التواجد العسكري في المغرب العربي إلى تعزيز نفوذها في المنطقة التي لها أهمية إستراتيجية وحيوية وذلك قد يهدد الأمن القومي العربي، فالأثر العسكري والأمني للتطبيع العربي الصهيوني يعرض المنطقة المغاربية لتهديدات جسيمة من خلال اضعاف الأمن القومي العربي بإقامة نظام إقليمي جديد يحقق لإسرائيل التوسع على حساب الأمن القومي العربي ، وضمان التفوق العسكري الإسرائيلي على الدول العربية مجتمعة ، من خلال التواجد العسكري والاستخباراتي داخل بعض الأقطار العربية ، وربط إسرائيل بمعاهدات واتفاقيات عسكرية وامنية مع الدول العربية .
• كلمة أخيرة أستاذ حول هذا الموضوع؟
اريد التنبيه فقط أن الموساد سينشط في الدول العربية المطبعة معه عبر أنشطة ظاهرة وخفية للتخريب الاجتماعي والإفساد الاخلاقي وترويج الدعارة والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض ، علما أن هذه الأنشطة تشكل جزءا لا يتجزأ من استراتيجيات السياسة الخارجية الاسرائيلية ، نحو الاستحصال على حصص دسمة من مشاريع تقسيم  بعض الدول العربية والإسلامية
الناتج العام للتطبيع العربي الإسرائيلي سيصب في وعاء المكاسب الإسرائيلية على المستوى الاستراتيجي ويحقق لها على هذا المستوى تفوقا وتميزا لا يمكن قياسه بأي معيار مادي أو اقتصادي، بينما يعرض سيادة الأقطار العربية مجتمعة ومنفردة، وامنها القومي لاختراقات تكلفهم مصيرهم ومستقبلهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button